الثلاثاء، 11 أبريل 2017

الاعتراف مهم للتوبة الحقيقية

الاعتراف مهم للتوبة الحقيقية 

الهجوم علي الاعتراف :-

      في الآونة الأخيرة بدأت أستغرب من كثرة الهجوم على سر التوبة والاعتراف في كنيستنا الارثوزكسية العريقة , فتكثر الأصوات هنا وهناك, بأن الاعتراف هو من تعاليم الناس, وهذا السلوك هو من تعليم الكنيسة الضالة التي أثقلت على أولادها. وكيف يعترف شخص لشخص آخر؟ والخ من الكلام البعيد كل البعد عن حق تعليم يسوع المسيح. 

     أخي العزيز المعترض, لماذا أنت قلق جداً من الاعتراف؟ لماذا أنت منزعج منّي إن اعترفت؟ هل أضرّك بإعترافي؟ هل ما ذكره الكتاب المقدس عن اعتراف الخطاة هو كلام في الهواء لم يعد ذا قيمة في نظرك؟ هل مطالب مني أن أكذّب ايات  الكتاب المقدس حاشا لي ان افعل مثل هذا والآباء القديسين الذين عصروا زمن السيد المسيح والاباء الاوائل الممتلئين من الروح القدس, وأن أتبع كلامك الذي لا يبني علي اي دليل؟ لماذا تحارب ما لا يعنيك, ولماذا تحاول تشكيك المؤمنين بما علّمتهم إياه كنيستهم؟ أهل تعتقد بتعليمك هذا أنك تخدم الله؟ أم هل تعتقد بأن الله سيلتمس لك العذر لعدم معرفتك؟ لماذا حين يتم الاعتراف للطبيب النفسي يكون ذلك علاجا مُجدياً, وحين يتم الاعتراف للكاهن يكون ذلك هرطقة؟ علي ما اعتقد انها هذه كل مبرراتك التي تبني عليها هجوك علي الاعتراف .

ثانيا: هل حقاً لم يذكر الكتاب المقدس شيئاً عن الاعتراف, وهل حقاً لم يمارسه المؤمنون؟ وماذا عن نصوص الاعتراف في كلا العهدين؟ .

الاعتراف من الكتاب المقدس :-

     أسس الرب هذا السر قديمًا والاعتراف  له شروطه بان الإنسان يعترف في قرارة نفسه بالخطأ ويعترف أمام الله وأمام من أخطأ في حقه وان يعترف أمام الآب الكاهن الذي اخذ سلطان الحل والربط من الرب كما ورد في إنجيل متى 16: 19 "واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات»" وفي نفس الوقت يقطع كل روابط الخطية ومسبباتها كي لا يرجع إليها معتمدًا علي نعمة الرب الإله!

- في العهد القديم :-


       في الشريعة أمر الرب بالاعتراف بالخطية وكيفيه تقديم ذبيحة لغفران الخطايا "فان كان يذنب في شيء من هذه يقر بما قد أخطأ به ويأتي إلى الرب بذبيحة لاثمه عن خطيته التي أخطأ بها أنثى من الأغنام نعجة أو عنزًا من المعز ذبيحة خطية فيكفر عنه الكاهن من خطيته" (لا5:5-6) وأيضًا "إذا أخطأ أحد وعمل واحدة من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها ولم يعلم كان مذنبا وحمل ذنبه فيأتي بكبش صحيح من الغنم بتقويمك ذبيحة إثم إلى الكاهن فيكفر عنه الكاهن من سهوه الذي سها وهو لا يعلم فيصفح عنه انه ذبيحة إثم قد إثم إثما إلى الرب" (عد5:17).  وأيضًا "ويضع هرون يديه على رأس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل وكل سيئاتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على رأس التيس ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية ثم يدخل هرون إلى خيمة الاجتماع ويخلع ثياب الكتان التي لبسها عند دخوله إلى القدس ويضعها هناك ويرحض جسده بماء في مكان مقدس ثم يلبس ثيابه ويخرج ويعمل محرقته ومحرقة الشعب ويكفر عن نفسه وعن الشعب" (لا 16: 21).

اعترف عاخان بن كرمه بخطيئته "فقال يشوع لعخان يا ابني أعط الآن مجدًا للرب اله إسرائيل واعترف له واخبرني الآن ماذا عملت لا تخف عني فأجاب عخان يشوع وقال حقا إني قد أخطأت إلى الرب اله إسرائيل وصنعت كذا وكذا".

اعتراف شاول الملك لصموئيل النبي قائلًا "أخطأت لأني تعديت قول الرب وكلامك لأني خفت من الشعب وسمعت لصوتهم والآن فاغفر خطيتي وارجع معي فاسجد للرب.... قد أخطأت والآن فأكرمني أمام شيوخ شعبي وأمام إسرائيل وارجع معي فاسجد للرب إلهك فرجع صموئيل وراء شاول وسجد شاول للرب" (1صم15: 24-31) وكان لصموئيل سلطان الحل من الخطايا.

اعتراف داود النبي والملك لناثان النبي وأعطى داود الحل من الخطية "فقال داود لناثان قد أخطأت إلى الرب فقال ناثان لداود الرب أيضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت" (2صم12: 13و15) فمنذ العهد القديم نجد أن الكاهن هو الشخص الوحيد الذي سلطان مغفرة الخطايا "لان شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنود" (ملا2: 7).

 في الصلوات كانوا الأنبياء يعترفوا للرب بخطيتهم فداود اعترف قائلًا "اعترف لك بخطيتي ولا اكتم إثمي قلت اعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز32: 5) وفي المزمور (51) قال "ارحمني يا الله حسب رحمتك حسب كثرة رأفتك امح معاصي اغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيتي طهرني لأني عارف بمعاصي وخطيتي أمامي دائمًا إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في أقوالك وتغلب في قضائك هاأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي... استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي" ودانيال في صلواته "وبينما أنا أتكلم واصلي واعترف بخطيتي وخطية شعبي إسرائيل واطرح تضرعي أمام الرب الهي عن جبل قدس الهي" (دانيال بالتتمة 9: 20) وأيضًا "وصليت إلى الرب الهي واعترفت وقلت أيها الرب الإله العظيم المهوب حافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه أخطأنا وإثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن أحكامك" (دا 9:4).

 صلاه عزرا: "فلما صلى عزرا واعترف وهو باك وساقط أمام بيت الله اجتمع إليه من إسرائيل جماعة كثيرة جدًا من الرجال والنساء والأولاد لان الشعب بكى بكاءْ عظيمًا... فاعترفوا الآن للرب اله آبائكم واعملوا مرضاته وانفصلوا عن شعوب الأرض وعن النساء الغريبة" (عز10: 1-11).

- في العهد الجديد:-  

 تسليم سلطان الحل والمغفرة للتلاميذ والرسل جلي وواضح في العهد الجديد وقال الرب لبطرس الرسول "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات" (مت 16: 19).

  وكرر الرب هذا الوعد للتلاميذ "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء" (مت 18: 18).

 وكرر الرب الوعد أيضًا بعد قيامته "ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو20: 21-23).

 كان كل الذين يؤمنون بالكلمة كانوا يعترفون بخطاياهم للرسل وليوحنا المعمدان "واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم" (مت3: 6) وأيضًا "وكان كثيرون من الذين امنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين إلفًا من الفضة هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة" (اع 19:18).

وصيه يعقوب الرسول بالاعتراف بالزلات وقال "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها" (يع5: 16) ويوحنا الإنجيلي قال "أن اعترفنا بخطايانا فهو آمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (يوحنا الأولى 1: 9).

 تسليم السر ليس فقط للحل بل أيضًا للربط في الخطية إلى الأبد وهكذا ربط القديس بطرس الرسول سيمون الساحر وأيضًا حله من خطيته عندما اعترف بذنبه إليه "فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر لأن قلبك ليس مستقيما أمام الله فتب من شرك هذا واطلب إلى الله عسى أن يغفر لك فكر قلبك لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم فأجاب سيمون وقال اطلبا أنتما إلى الرب من أجلي لكي لا يأتي علي شيء مما ذكرتما" (أع 8:21-23).

ربط القديس بولس الرسول الزاني الذي في مدينة كورنثوس وعند إحساسه بالحسرة والأسى غفر له خطيته حتى لا يفقد الأمل في التوبة ودعا الأخوة أن يقبلوه معهم في شركتهم مرة أخرى وقد ذكر الرسول بولس ذلك في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس (2: 5) "لكن أن كان أحد قد احزن فإنه لم يحزني بل أحزن جميعكم بعض الحزن لكي لا أثقل مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الأكثرين حتى تكونوا بالعكس تسامحونه بالحري وتعزونه لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط لذلك أطلب أن تمكنوا له المحبة لأني لهذا كتبت لكي اعرف تزكيتكم هل انتم طائعون في كل شيء والذي تسامحونه بشيء فانا أيضًا لأني أنا ما سامحت به أن كنت قد سامحت بشيء فمن أجلكم بحضرة المسيح لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكاره" لذا فان هذا السر قد أعطاه الرب إلى الكهنة وهذا السر الدائم يظل لمغفرة الخطايا "وأما هذا فمن اجل انه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول فمن ثم يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" (عب7:25) فلا نخف إذا عندما نسقط في خطيه ما فالرب هو الذي يكمل ضعفنا ويعيننا إلي إن نصل إلي الكمال والقداسة به "يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وان أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1يو2:1).

هل يكتفي بالعتراف لله فقط ؟

        لماذا لا يعترف الشخص في سرّه أو في صلاته فقط بينه وبين ربنا؟ وللرد على ذلك لدينا نصّين: الأوّل في سفر أعمال الرسل "كان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرّين ومخبرين بأفعالهم" (أع19: 18)، والنص الثاني في رسالة يعقوب الرسول "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات" (يع5: 16) وشرحناه بأن "بعضكم" هو المريض و"لبعض" هم قسوس الكنيسة.

ولذلك يقول يوحنا الرسول في رسالته الأولى "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم" (1يو1: 9) فكلمة "إن اعترفنا بخطايانا" ليس المقصود بالاعتراف هنا مجرد أن يعترف الإنسان بينه وبين نفسه لأنه لم ترِد إطلاقًا في الكتاب المقدس آية واحدة تقول بأن يعترف الإنسان في سره، بينما وردت عدة آيات تدل على أن الاعتراف يتم أمام الكاهن.. وهكذا كان الإنسان في العهد القديم أيضًا يعترف بخطاياه. بل الجماعة أيضًا أحيانًا كانت تعترف بخطيّتها إن كانت خطيّة جماعية كما زكرت سابقا في الاعتراف في العهد ااقديم.

لقد وردت نصيحة في سفر الأمثال: "من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يُقِر بها ويتركها يُرحم" (أم28: 13) فلم يذكر هنا أنه يعترف في سرّه، بل قال: يُقِر بها لكي لا يكتُمها، لأن الإقرار هو بالإفصاح بالكلام، أي يُمارس الاعتراف بأن يذكرها ويعترف بها "من يُقر بها ويتركها يُرحم". إذًا لا يكفي أنه يترك الخطية، ولكن ينبغي أيضًا أن يعترف بها.

في سفر يشوع ابن سيراخ "لا تستحي أن تعترف بخطاياك" (سيراخ4: 31) يعتبر البعض من المعترضين أن سفر يشوع بن سيراخ من الأسفار القانونية الثانية، لكن لا يستطيع أحد منهم إنكار أن هذا السفر يحمل نوعًا من التعليم النافع.. فعند قوله "لا تستحي أن تعترف بخطاياك" يدُّل على الجو الذي كان يعيش فيه يشوع بن سيراخ عندما كَتب هذه العبارة سواء اعترف البروتستانت بها أنها أسفار قانونية أولى أو ثانية، لكن في كل الأحوال كان هذا هو المعنى المحيط بيشوع بن سيراخ في الحياة الدينية وقت كتابته لهذا السفر.

أما عن اعتراف الإنسان في سرّه فقط، فإن هذا له مساوئ كثيرة. ولكن هذا لا يعنى أن لا يحاسب الإنسان نفسه؛ بالطبع لابد للإنسان أن يشعر بخطأه بينه وبين نفسه، ولابد أن يُحاسب نفسه  يقول بولس الرسول عن الاستعداد للتناول من جسد الرب ودمه "ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس" (1كو11: 28). بل الكل ينادى بأهمية محاسبة النفس، ومراجعة النفس. فالابن الضال في مَثل التوبة "رجع إلى نفسه" (لو15: 17).. هذا الأمر لا يرفضه أحد، بل الجميع يطلبونه..

نقطة الاختلاف بيننا وبين المعترضين في موضوع الاعتراف هي: بعد مراجعة النفس ومحاسبة النفس، هل ينبغي أن يتم الاعتراف أمام الأب الكاهن؟ أم يك في أن يعترف الإنسان بينه وبين الله..؟

أحيانًا يقول المعترضين: إن كان لابد من الاعتراف، فمن الممكن الاعتراف أمام أي أخ من الإخوة. طبعًا هذا الكلام معارض لتعاليم الكتاب المقدس، كما أوضحنا وأضيف إلى ذلك اعتراف المرأه الخاطية .

اعتراف المرأة الخاطية :-

    اعتراف المرأه الخاطية اكبر دليل علي الاعتراف  لان لو أرادت المرأة الخاطئة أن تعترف للسيد المسيح بالطريقة المعترضين، لكان من الممكن أن تعترف له في غرفتها الخاصة في بيتها بدون أن يكون السيد المسيح أمامها بالجسد، فالسيد المسيح لاهوته يملأ الوجود كلّه  و في هذه الحالة كانت ستكتفي بأن تقول "يا رب يسوع المسيح ارحمني" وينتهي الأمر بالنسبة لها.. لكن ما حدث بالفع
ل أنها أتت أمام الناس الحاضرين في وسط الاحتفال الذي صنعه الفريسي للسيد المسيح، وجلست تبكى تحت قدميّ السيد المسيح وتمسحهما بشعر رأسها.. فهذا نوع من الاعتراف الواضح حيث إنها أرادت أن تنال المغفرة.. بل وسمعان الفريسي نفسه قال "لو كان هذا نبيًا لعلِمَ من هذه المرأة التي تلمسه وما هي إنها خاطئة" (لو7: 39) امرأة كانت خاطئة في المدينة، أي أن المدينة كلها تعلم أنها خاطئة. فعندما أتت تحت قدمي السيد في وسط الاحتفال وبهذه الصورة أمام الناس كلها وظلت تبكى هذا البكاء، فهذا هو اعتراف واضح للسيد المسيح أمام الناس الحاضرين الذين كانوا يعرفون خطاياها.. اعتراف أنها أخطأت وندمت بدموع وانسحاق وعند القدمين.. لماذا إذًا لم تتب في غرفتها فقط؟!
من الممكن أن يدّعى أحد أن المرأة فعلت هذا عند قدمي السيد المسيح، لكن ليس عند الأب الكاهن.. ونحن نقول له: في زمن هذه المرأة كان السيد المسيح موجودًا على الأرض، فهو الكاهن الاعظم الذي اعطي سلطة للرسل والرسل للاباء لاوائل حتي وصل الان
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- 
مراجع 
1- الكتاب المقدس & 2- كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الايمان للانبا بيشوي مطرن دمياط & مقال دكتور Alaa Eid
م\ مينا زكي 
 
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق