السبت، 15 أبريل 2017

النور المقدس

النور المقدس 

    حقيقة النور المقدس الذي يخرج من القبر المقدس في سبت النور قبل احد القيامة في كنيسة القيامة في القدس 

اول كتابة كتب عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في اوائل القرن الرابع،و المؤلفون يواثقون عن حوادث انبثاق النور في اوائل القرن الميلادي الاول،نجد هذا في مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي و القديس غريغوريوس النيصي. و يرويان: كيف ان الرسول بطرس راى النور المقدس في كنيسة القيامة ،و ذلك بعد قيامة المسيح بسنة واحدة .
column
و رئيس دير روسي يدعى دنيال يروي في مذكراته التي كتبت ما بين سنة 1106_ 1107عن و صف دقيق لهذه العجيبة، للذي شاهده اثناء و جوده في القدس، و يصف ذلك:"ا ن البطريرك الاورثوذكسي يدخل الى الكنيسة حاملا شمعتين، فيركع امام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدا بالصلاة بكل تقوى و حرارة فينبثق النور المقدس من داخل الحجر بطيف ازرق، ويضيءشمعتي البطريرك ، ومن ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين. ويرافق هذا الاعجوبة التي تحدث سنويا احتفالات ليتورجية قديمة ترجع الى القرن الرابع.
الطوائف غير الاورثوذكسية حاولت ان ينبثق النور المقدس في اعيادها على ايدي بطاركتها، و لكن دون فائدة على الاطلاق. 
أشار القديس جرجس النسكى (حوالى 394 م) فى كتاباته إلى أن القديس بطرس الرسول قد شاهد حدوث هذه المعجزة سنة 34 م وهذا جاء في كتاب
The second word about Resurrection. Ioann Damaskin. Oktoih  In the second word about Resurrection write about apostle Peter see Holy Light
Evsevi Pamfil. Church history. Book 6. Chapter 9. 1-3.  
Bishop Porfiri (Uspensky). The book of mine beign, P. 3. S-Pb., 1896, p. 299-300. (in Russian)



ايضا المؤرخ ايفسيفي من القرن الرابع اشار الي ان في زمن البطريرك ناريسيس من القرن الثاني حدوث معجزة وهي لم يكن هناك زيت كافي لايقاد المصابيح فملا رجل مصباحه من ماء بركة سلوام  وفجاه اشتعل هذا المصباح بالنور المقدس واستمر مشتعل حتي نهاية خدمة القيامة
بعد سنة 395 م زار الملك فيودوسي سرا اورشليم ودخل كنيسة القيامة ورائ اشتعال كل المصابيح. وفي هذا الوقت اعلن الملاك للبابا ان الملك موجود متخفيا
وساسرد لكم محاولات معروفة تاريخيا: 
1) فى سنة 1187 بعدما أخذ المسلمون القدس تحت قيادة صلاح الدين الأيوبى ، قرر صلاح الدين فى هذه الس




نة أن يحضر أحتفال المسيحيين بعيد القيامة ، على الرغم من كونه مسلم إلا أنه ذهب إلى الكنيسة يوم سبت النور ، يخبرنا جاوتير فينيسوف “عند وصول صلاح الدين الأيوبى نزلت النار من السماء تضئ شموع الكنيسة ، وبدأ مساعديه فى التحرك من الخوف .. و أبتدأ المسيحيون فى تمجيد الله، المسلمين قالوا بأن النار سببها خدعة .. لذلك مسك صلاح الدين شمعة أشتعلت من النار التى نزلت من السماء، وحاول ان يطفئ هذه الشمعة، كلما أطفأها أنطلقت النار المقدسة منها مرة أخرى .. مرة ثم مرة أخرى ثم مرة ثالثة ، حتى أيقن أنها معجزة .. فأنهار وبكى وهو يقول (نعم، قريبا سأموت، أو أنا سأفقد القدس) وقد تحقق كلامه ومات فى ميعاد الصوم الكبير التالي

2) شهادة أحمد بن علي المقريزي فى كتابه “اتعاظ الحنفا” الفصل الثانى و تحت سنة ثمان وتسعين وثلثمائة كتب يقول : “فإذا كان يوم الفصح واجتمع النصارى بقمامة ونصبت الصلبان وعلقت القناديل في المذبح تحيلوا في إيصال النار إليه بدهن البيلسان مع دهن الزئبق فيحدث له ضياء ساطع يظن من يراه أنها نار نزلت من السماء‏”، هاهو المقريزى يشهد على حدوث المعجزة ولكنه يحاول أن يجعلها خدعة يقوم بها المسيحيون، ولكن الأدلة تدحض أفتراءات المقريزى .
يذكر المقريزى فى كتابه “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار” – الجزء الرابع – تحت عنوان جامع آق سنقر : “وصارت المملكة كلها من أحوال الجيوش وأمور الأموال وغيرها متعلقة بالفخر إلى أن غضب عليه السلطان ونكبه وصادره على أربعمائة ألف درهم نقرة وولى وظيفة نظر الشيخ قطب الدين موسى بن شيخ السلامية ثم رضي عن الفخر وأمر بإعادة ما أخذ منه من المال إليه وهو أربعمائة ألف درهم نقرة فامتنع وقال‏:‏ أنا خرجت عنها للسلطان فليبين بها جامعًا وبنى بها الجامع الناصريّ المعروف الآن بالجامع الجديد خارج مدينة مصر بموردة الحلفاء وزار مرّة القدس وعبر كنيسة قمامة فسُمع وهو يقول عندما رأى الضوء بها‏:‏ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا‏.‏” (لاحظ أن كنيسة القيامة قد أطلق عليها المسلمون فى مراجعهم التاريخية قمامة)
3) أن  حاكماً  مسلماً  قد  دس  فتيلاً  مصنوعة  من  النحاس  بدل  الفتيل  التي  تشتعل  من  النور  وذلك  لإحباط  حدوث  المعجزة  والاستهزاء  بها،  إلا  أن  الرب  الذي  أراد  أن  يظهر  حقيقة  أعجوبته  ويفضح  عمل  الحاكم  الشرير  فقد  جعل  النور  المقدس  ينبثق  ويضيء  القتيل  المصنوع  من  أسلاك  النحاس  تمجيداً  للثالوث  القدوس”. ذكرها ؤرخ معروف عند المسلمين يدعى البيروني
4) في عهد  البطريرك  القبطي  بطرس  الجاولي  (1810-1852)،  إدعى  البعض  أمام  إبراهيم  باشا  (إبن  محمد  علي  باشا،  الحاكم  التركي)  بأنه  لا  صحة  لما  يدّعي  به  المسيحيون  بظهور  النور  من  قبر  السيد  المسيح  سبت  عيد  القيامة  وأن  كل  ذلك  زيف  وخداع.  طلب  إبراهيم  باشا  من  البطريرك  بطرس  أن  يثبت  له  صدق  ظهور  نور  القيامة.  سافر  البطريرك  القبطي  إلى  القدس  واشترك  مع  بطريرك  القدس  الأرثوذكسي  في  الصلوات  في  قبر  السيد  المسيح  بكنيسة  القيامة  في  سبت  عيد  القيامة  الأرثوذكسي.  إنبثق  نور  القيامة  المقدس  من  قبر  السيد  المسيح  الفارغ؛  طاف  في  الكنيسة؛  ثم  شق  العمود  القائم  على  يسار  مدخل  الكنيسة  من  وسطه  في  طريقه  لمقابلة  جموع  المؤمنين  المحتشدين  خارج  الكنيسة.  لا  يزال  هذا  العمود  قائما  للآن  مشقوقا  من  وسطه  شاهدا  ومعلنا  حقيقة  وقوة  قيامة  السيد  المسيح  التي  تعطي  حياة  للمؤمنين  به.  إنزعج  إبراهيم  باشا  لما  حدث  فأسرع  إلى  البطريرك  القبطي  يطلب  منه  الأمان.
5) وهذه  الحادثة  حدثت  في  عهد  السلطان  مراد  الخامس،و  في  عهد  البطريرك  صفرونيوس  الخامس.وما  زال  العمود  مع  الشق  الاذي  فيه  شاهدا  على  هذة  الاعجوبة  الى  يومنا  هذا.و  يقوم  الزوار  الاورثوذكس  بتقبيل  هذا  العمود  عند  دخول  كنيسة  القيامة  المقدسة.
+ راى  ذلك  مؤذن  مسلم  كان  قريبا،فترك  الدين  الاسلامي  وتبع  الدين  المسيحي.  وهناك  ايضا  رجل  عسكر  تركي  شاهد  هذه  الاعجوبة  اذ  كان  واقفا  على  بناية  بالقرب  من  بوابة  كنيسة  القيامة  ،فصرخ  باعلى  صوته:  ان  المسيح  هو  الله  و  رمى  نفسه  من  علو  10  امتار،و  لم  يحدث  له  شيء  من  الضرر  وطبعت  اثار  اقدامه  على  الحجارة  التي  صارت  تحته  لينة  كالشمع،وهي  شاهدة  على  هذه  الاعجوبة  على  الرغم  من  محاولة  الاتراك  لمحيها،  ولم  يستطيعوا،فقاموا  بحرق  هذا  الشهيد  بالقرب  من  بوابة  كنيسة  القيامة  في  القدس،ثم  جمع  اليونانيون  عظامه  ووضعوها  في  دير  بناجيا  ،وبقيت  عظامه  حتى  القرن  التاسع  عشر  الميلادي،  وهي  تنشر  رائحة  طيبة.

الاجراءات  التي  تتم  للتاكد  من  صدق  الحدث  :

أولاً  :  التأكد  أن  القبر  فارغ

يتم  تحضير  القبر  والتأكد  من  أنه  قبر  فارغ  فى  صباح  يوم  سبت  النور  حيث  يبدأ  الفحص  في  10:00  وينتهي  في  11:00  صباحاً  حيث  يدخل  البطريرك  ومن  معه  ويتأكد  من  عدم  وجود  أى  شئ  فى  القبر  وبعد  التأكد  من  خلو  القبر  المقدس  من  أى  مادة  مسببة  لهذه  المعجزة،  يتم  وضع  ختم  من  العسل  الممزوج  بالشمع  على  باب  القبر  كما  حدث  تماماً  من  الرومان  وذكر  فى  الإنجيل  الصورة  المقابلة  بطريرك  الروم  الأرثوذكس  يختم  الشمع 

ثانياً  :  النور  يفج  من  القبر

و  في  الساعة  12:00  يدخل  الكنيسة  بطريرك  أورشاليم  (القدس)  للروم  الأرثوذكس  ومعه  رؤساء  الأساقفة  والكهنة  والشمامسة  وبطريرك  الأرمن  .
ثم  تبدأ  أجراس  مدينة  أورشليم  بدق  الأجراس  بالنغمة  الحزاينى  حين  يدخل  البطريرك  ويجلس  على  الكرسى  البابوى،  وتتجمع  الطوائف  المسيحية  من  أرمن  و  أقباط  أرثوذكس  ثم  يدخل  الجميع  أمام  القبر  و  يظل  القبر  مُقفل  و  مختوم،  يقوم  بطريرك  الروم  الأرثوذكس  من  على  كرسيه  ويدخل  للقبر  ،  ولكن  قبل  أن  يدخل  إلى  القبر  يتم  تفتيشه  للتأكد  من  عدم  وجود  أى  مصدر  للنار  أو  النور  معه  حتى  أنه  يخلع  الملابس  السوداء  و  يقف  بالملابس  البيضاء  ،  ويكون  هذا  التفتيش  على  يد  كل  من  حاكم  القدس  ومدير  شرطة  القدس  وهم  بالطبع  (غير  مسيحيين)  بجانب  أخرين  من  الكهنة  ،  و  يتم  هذا  التفتيش  أمام  الجميع  .
ثم  يدخل  البطريرك  فى  القبر  المقدس،  وهو  يحمل  شمعة  مطفأة  .
تحدث  مراسم  النور  المقدّس  وتتكون  من  ثلاث  مراحل:  .
الصلاة  و  التمجيد  ثم  دخول  الأسقف  في  القبر  المقدس  ،
صلاوات  البطريرك  طالباً  من  الرب  أن  يخرج  النور  المقدسداخل  القبر  المقدس،
يصلّي  بطريرك  الروم  الأرثوذكس  وهو  راكعاً  و  يذكر  الطلبات  الخاصّة  التي  تطلب  سيّدنا  يسوع  المسيح  أن  يرسل  نوره  المقدّس.
وفى  هذا  الوقت  يترقب  الجميع  خروج  النور  فى  سكون  و  صمت  شديد  شاخصين  إلى  القبر  الفارغ  يحملون  الشموع  لينيروها  من  النور  المقدس  ..
بعد  صلاة  البطريرك  يسمع  الحاضرين  صوت  صفيراً  و  يخرج  برق  أزرق  وأبيض  من  الضوء  المقدّس  يخترق  من  كل  المكان،  كما  لو  أن  ملايين  الومضات  الفوتوغرافية  تعانق  الحاضرين  و  تنعكس  على  الحيطان  وتضئ  كلّ  الشموع  من  هذا  النور.
أما  فى  القبر  المقدس  يخرج  النور  و  يضئ  الشمعة  التى  يحملها  البطريرك  .  ويبدأ  الحاضرين  في  الهتافات  و  الصلاة  بينما  تنساب  دموع  البهجة  والإيمان  من  عيون  الناس  .
وهذا  النور  شبيه  بما  ذكره  الكتاب  المقدس  عن  الروح  القدس  فى  سفر  الأعمال  وَظَهَرَتْ  لَهُمْ  أَلْسِنَةٌ  مُنْقَسِمَةٌ  (أع2:  2)
ثم  تبدأ  إحتفالات  النور  المقدس  التى  تقام  فى  سبت  النور  فيدورون  حول  القبر  المقدس  ثلاث  دورات  فيبدأ  الروم  الأرثوذكس  دوراتهم  الثلاثة  ثم  الأرمن  ومن  حقوق  الأقباط  أن  يدورون  بعدهم  ثلاث  دورات  حيث  ينشدون  ألحانهم  القبطية  الشهيرة  ويتكرر  هذا  الإحتفال  مرة  ثانية  فى  الساعة  الرابعة  من  صباح  (فجر)  أحد  الفصح  .
اخريستوس  انيستي  ..  اليسوس  انيستي
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
اتمني ان ينال اعجبكم 
م/ مينا زكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق