الأربعاء، 12 أبريل 2017

التوبة الحقيقية

التوبة الحقيقية 

       هذا المقال كاتبه مخصوص لاحد اصدقائي الذي قال لي بنص التوبه دي بنافق ربنا علشان ينعم علينا بالنعيم الابدي ولكن الله يساعدني ان اثبت ان نحن نحتاج للتوبه بقلب حقيقي وليس نفاق وايضا ليس للحصوول علي النعيم الابدي كما يدعني بل حبا في ذات الله الخالق المحب لنا ... وايضا اللي شجعني اني اكتب صديقه عزيزه علي قلبي وهي تكلمت بارشاد من الله ان اكتب هذا المقال وعلي معتقد ان كل كلمه تخرج فهي ارادة الله الحي .
    بما اني هتكلم علي التوبه لابد من ذكر قبل التوبه الخطية وايضا لابد ذكر بعد التوبه الاعتراف اللي اتكلمت عنه في مقال السابق وساذكر ايضا بعض المقتطفات منه ايضا  ولن اطيل عليكم في المقدمه بس رجاء محبه اكتبولي تعليكم علي المقالات اللي بكتبها ولو عجبتكم بجد تشيروها .. وشكرا لتعب محبتكم وقرائتكم المقال .

تعريف التوبة والخطية من الكتاب المقدس :-

ما دامت الخطية هي انفصال عن الله، فالتوبة إذن هي رجوع إلي الله . والرب يقول في ذلك "ارجعوا إلي، أرجع إليكم" (ملا 3: 7). التوبة هي حنين الإنسان إلي مصدرة الذي أخذ منه اي الذي فصل عنه . وهي اشتياق قلب ابتعد عن الله، ثم شعر انه لا يستطيع أن يبعد أكثر..


· ومادامت الخطية خصومه مع الله، تكون التوبة هي الصلح مع الله وهذا ما ذكره معلمنا القديس عن عمله الرسولي، قال "إذن نسعى كسفراء عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 20).
و التوبة لا تقتصر علي الصلح، إذ بها يعود اله فيسكن الله في قلوبهم حيث تسكن الخطية ؟‍ والكتاب يقول "أية شركة للنور مع الظلمة؟‍" (2 كو 6: 14).
    اي لابد ان تختار الخطية او الله لان لا يجتمع اثنين معا في قلبا واحد .. يزكر لنا الكتاب المقدس توبه ابن الضال "18اقوم واذهب الى ابي واقول له: يا ابي اخطات الى السماء وقدامك 19 ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. اجعلني كاحد اجراك." (لو 15: 18، 20). لكن عندما رجع قال "21 فقال له الابن: يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا."(لو 21:15). لم يزكر اجعلني كاحد اجراك لانه شاهد وشعر ان الاب ينتظر عدته وتوبته  يا اخوتي الله ينتظرنا كثيرا وكثيرا ولا يفقد الامر في توبتنا الحقيقية ابدأ باول خطوه في طريق التوبه وستجد الله منتظرك عند بداية الطريق.  

التوبة أيضًا هي يقظة روحية:- 

    الإنسان الخاطئ هو إنسان غافل، لا يشعر ما هو فيه. لذلك يخاطبه الكتاب قائلًا "إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم" (رو 13: 11). ولعله بهذا المعني اعتبرت التوبة هي رجوع الإنسان إلي نفسه.
أو هي رجوع النفس إلي خصتها الأولي قبل الخطية اي انفصال عن الله، ورجوع القلب إلي حرارته ورجوع الضمير إلي عمله. وحسنًا قيل عن الابن الضال في توبته "فرجع إلي نفسه" (لو 15: 17). أي أنه عاد إلي وعيه، وإلي تفكيره السليم، وإلي إدراكه الروحي.
ومادامت الخطية تعتبر موتًا روحيًا، كما يقول الكتاب عن الخطاة أنهم "أموات بالخطايا" (أف 2: 5)، تكون التوبة إذن انتقالًا من الموت إلي الحياة حسب تعبير القديس بولس الرسول "استيقظ أيها النائم، وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف5: 14). والقديس يعقوب الرسول يؤكد نفس المعني إذ يقول "من رد خاطئًا عن طريق ضلاله، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع 5: 20).
                التوبة هي قلب جديد طاهر، يمنحه الرب للخطاة، يحبونه به هي عمل إلهي يقوم به الرب في داخل الإنسان، حسب وعده الإلهي القائل "أورش عليكم ماء طاهرًا، فتطهرون من كل نجاستكم.. وأعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم.. وأجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامي وتعلمون بها" (حز 36: 25 - 27). 

ما هي التوبة الحقيقة :- 

1التوبة هي التحرر من عبودية الخطية والشيطان..
2التوبة إذن هي ترك الخطية، ولكن من أجل محبه الله.
3التوبة إذن هي ترك الخطية، ولكن من أجل محبه الله. 
4التوبة الحقيقية هي ترك الخطية، بلا رجعة.
5التوبة هي صرخة من الضمير، وثورة علي الماضي.
6التوبة هي تغيير لحياة الإنسان.
7التوبة هي استجابة من الإنسان لدعوة الله له

تعريف التوبة كما قال البابا شنودة:-

التوبة هي استبدال شهوة بشهوة. هي شهوة للحياة مع الله، بدلًا من شهوة الخطية والجسد. وهنا لا تقتصر التوبة علي الجانب السلبي، الذي هو ترك الخطية ومحبتها إنما تدخل من الناحية الإيجابية في محبه الله وملكوته وطرقه.. إنها حرارة لا تسري في الإنسان، وتشعله بالرغبة في حياة طاهرة.

امثله علي التوبه الحقيقية

توبة القديس اغسطينوس :-

             سمع الله الي صلاة القديسة مونيكا ام القديس اغسطينوس التي ظلت قرابه الي 20 عا بدون ملل ..تقدير أغسطينوس لأمه يظهران بجلاء تام في كتابه "الاعترافات" في أماكن عديدة منه، فهو يتحدث عن فضائلها وعن دموعها وصلواتها من أجل توبته ورجوعه إلى الله. ونقول كيف لمس الله قلب ابنه اغسطينوس ..  كان أغسطينوس يحضر غظات في ميلانو لالقديس أمبروسيوس ، ويصغى باجتهاد، لا بروح العبادة وقصد معرفة الحق، بل بروح التفتيش ممتحنًا فصاحة العظة، ومن هنا كان أغسطينوس يوجه كل فكره إلى مجرد تنميق الألفاظ متغاضيا عن جوهر المعنى. ولا غرو أن أغسطينوس كان يستفيد من عظات القديس أمبروسيوس وعلى هذا الحال ابتدأ يضئ له النور رويدًا رويدًا. والتقى أغسطينوس بالقديس أمبروسيوس، فوجد فيه إنسانًا ورعًا ومتقدًا والقديس أمبروسيوس استقبله بحرارة وحنان أبوي، مما جعله يشعر تجاه هذا بالود والحب ويتأثر بالتالي باعتقاداته. ومما وجد في حياته بثورة عارمه حتي سقطت كل الامعتقدات التي حملها ضد الكتاب المقدسفي المانوية
       أغسطينوس يقرر توبته لتأثره العميق بسيره القديس أنطونيوس التي أشعلت الرغبة النسكية في بلاد غرب أوروباعندما جاء لأغسطينوس يومًا أحد أصحابه من ضباط الحراس الملكي، فروى له ما قرأه عن حياة القديس الأنبا أنطونيوس الكبير في مصر، فأعجب أغسطينوس كثيرًا بحياة القديس أنطونيوس، وصغرت نفسه في عينيه، وجاشت العواطف الصادقة في صدره معبرًا عن توبته الحقيقية.
وفي كنيستنا كثير من القدسين التائبين توبه حقيقية علي رئسهم الانبا موسي الاسود الذي استشهد علي اسم المسيح وايضا القديسة مريم المصرية التي تركة العالم باللي فيه وترهبنت في صحراء ..
-------------------------------------------------------------
المراجع : الكتاب المقدس & كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث & كتاب الاعترافات للقديس اغسطينوس 
اتمني ان يكون المقال عجبكم  
م\مينا زكي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق